نورالدين وعمق التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نورالدين وعمق التاريخ

منتدى نورالدين بوجلة يحتوي على مختلف المحطات الهامة لتاريخ الدولة الجزائرية قبيل وبعد الإحتلال
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مواقع متعلقة بصاحب المنتدى
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2010 2:08 pm من طرف noureddineboudjella

» الأوضاع الإجتماعية للجزائر غداة الإستقلال
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2010 2:05 pm من طرف noureddineboudjella

» الجزائر غداة الإستقلال
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 23, 2010 2:03 pm من طرف noureddineboudjella

» الثورة الجزائرية
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 1:17 pm من طرف noureddineboudjella

» الحركة الوطنية
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 1:15 pm من طرف noureddineboudjella

» الاحتلال الفرنسي للجزائر
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 1:14 pm من طرف noureddineboudjella

» موضوعك الأول
الثورة الجزائرية Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 1:09 pm من طرف noureddineboudjella

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 الثورة الجزائرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
noureddineboudjella
Admin



المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
العمر : 32

الثورة الجزائرية Empty
مُساهمةموضوع: الثورة الجزائرية   الثورة الجزائرية Icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 1:17 pm

الفصل الثالث
التحضير للإندلاع الثورة:
لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف لجنة الستة . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي :
- إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي
- تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.
- تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر)خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954).
المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد
المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد
المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم
المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط
المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي

تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة

الاتدلاع:
كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح استراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..
شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية ، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة ( خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).
وباعتراف السلطات الإستعمارية ، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954 ، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختارو ديدوش مراد و غيرهم

إجتماع 10 أكتوبر 1954:
عقدت لجنة الستة هذا الاجتماع بحي " الرايس حميدو" وتحت رئاسة "محمد بوضياف"، لدراسة الوضع ووضع برنامج للعمل العسكري وتقرر فيه تقسيم الجزائر إلى خمس مناطق وتعيين المسئولين عليها وأركان قيادتهم (1)كما يلي:
1-منطقة الأوراس النمامشة بقيادة مصطفى بن بولعيد.
2 -منطقة الشمال القسنطيني بقيادة ديدوش مراد.
3-منطقة القبائل بقيادة كريم بلقاسم.
4-منطقة الجزائر العاصمة وضواحيها بقيادة رابح بيطاط.
5-منطقة وهران بقيادة العربي بن مهيدي.
كما تم تكليف محمد بوضياف بمهمة التنسيق بين الداخل والخارج.(2)
وتم الاتفاق على زمن تفجير الثورة في كامل التراب الوطني باسم جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري جيش التحرير الوطني وحددوا الأسباب والأهداف والوسائل والشروط، وكلفوا بوضياف بتحريرها من منشور عرف فيما بعد ببيان أول نوفمبر.(3)
إجتماع 24 أكتوبر 1954:
هو آخر اجتماع عقده أعضاء لجنة الستة لوضع اللمسات الأخيرة لتفجير الثورة، وكان في منزل الإسكافي " مراد بوكشورة" بحي " الرايس حميدو" غرب باب الواد، راجعوا فيه المنشور وأكدوا بصفة نهائية على اليوم والساعة المحددين لبدء العمل المسلح وهو ليلة أول نوفمبر على الساعة الواحدة صباحا. وحرسوا قبل افتراقهم على أن لا يعلم أحد بالوقت المحدد للاندلاع الثورة إلاّ في الوقت المناسب، وإلتحق رؤساء المناطق الخمس بأماكن عملهم، وغادر بوضياف الجزائر إلى جنيف يوم 25 أكتوبر ليتوجه إلى القاهرة لإيصاله منشور البيان واطلاع قادة الخارج علية، ويذاع على أمواج إذاعة "صوت العرب" بالقاهرة.(4)

المبحث الثاني: ردود الفعل الفرنسية.
لقد جاءت ثورة أول نوفمبر بمثابة مفاجأة تامة بالنسبة للسلطات الفرنسية، لأنّه تم الإعداد لها في سرية كبيرة.(1) حيث أدخلت الرعب الشديد والفزع الكبير في قلوب الفرنسيين وأذنابهم، وفقدت حكومة باريس رشدها وصارت تحسب لوجودها في الجزائر ألف حساب.(2)
ففي صبيحة أول نوفمبر 1954، سارعت السلطات الفرنسية سواء في باريس أو في الجزائر، لاتخاذ الاجراءات اللازمة للقضاء على الثورة في المهد، وتوالت العديد من التصريحات والتفسيرات من قبل رجال الحكومة الفرنسية.
1- رد فعل السلطات الفرنسية في باريس:
جاء رد فعلها على لسان رئيس حكومتها " بيير منديس فرانس" "MENDES France" من خلال ما صرح به أمام البرلمان الفرنسي رادا على نواب خونة جزائريين، طلبوا منه بلهجة حب عميق لفرنسا أن يستعمل الشدة والصرامة ويحقق الإدماج الكلي للجزائر في فرنسا، قائلا:" لا تخافوا إنّ الأمة لن تسمح لأحد أن يخاطر بوحدتها وأنّ ليس هناك انفصال ممكن للجزائر عن فرنسا".(3)
وأكّد على أن الجزائر فرنسية من خلال قوله:" إنّ الجزائر هي فرنسا ومن الفلاندر حتى الكونغو
(des flanders au congo)، ليس هناك إلاّ قانون واحد وأمة واحدة وبرلمان واحد، هذا هو الدستور وهذه إدارتنا ولا حق لأي أحد أن يشكّ فيها".(4)
وقد أصرّ على أن فرنسا ستتخذ الإجراءات الصارمة، ولن تتسامح مع الثوار وذلك في تصريحه:" ولن نرحم المتمردين، فلن يكون هناك تساهل، فلا يمكن التساهل عندما تكون وحدة الجمهورية والسلام الداخلي للأمة معرضين للخطر، وذلك أنّ العملات( الولايات) الجزائرية جزء من فرنسا منذ مدة طويلة، وسكانها يتمتعون بالجنسية الفرنسية، ولهم تمثيلهم في البرلمان وقد برهنوا بكفاية عن تعلقهم بفرنسا، بحيث لا يمكن أن تسمح فرنسا لأحد بأن يعرّض وحدتها للخطر".(5)
مراحل الثورة الجزائرية :
مرحلة الإندلاع:
اندلعت الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي ودامت 7 سنوات ونصف. استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري.
الثورة الجزائرية دارت من 1954 إلى 1962 وانتهت باستقلال الجزائر من الجزائر المستعمرة الفرنسية بين 1832 إلى 1848 ثم جزء من أراضي الجمهورية الفرنسية هذه المواجهة دارت بين الجيش الفرنسي والمجاهدين الثوار الجزائريين الذين فرضوا حرب عصابات الوسيلة الأكثر ملاءمة لمحاربة قوة كبيرة مجهزة أكبر تجهيز خصوصا وأن الجانب الجزائري لم يكن يتوفر على تسليح معادل، استخدم الثوار الجزائريون الحرب البسيكولوجية بصفة متكاملة مع العمليات العسكرية، الجيش الفرنسي المتكون من قوات الكوموندوس والمضليين والمرتزقة المتعددة الجنسيات، قوات حفظ الأمن، قوات الاحتياط والقوات الإضافية من السكان الأصليين (حركيينن ومخازنيين) قوات جيش التحرير الوطني الفرع العسكري لجبهة التحرير الوطني وتأييد تام من طرف الشعب الجزائري تحت تأطير سياسي وإداري (المؤتمر الوطني للثورة). تضاعفت بشكل من الحرب الأهلية وإيديولوجية داخل الجاليتين الفرنسية والجزائرية ترتبت عنها أعمال عنف مختلفة على شاطئي المتوسط (في فرنسا والجزائر) في الجزائر تنتج عنها صراع الحكم بين جبهة التحرير المنتصرة والحركة الوطنية الجزائرية بحملة ضد الحركة المساندين لربط الجزائر بالجمهورية الفرنسية، ثم أن الجالية الفرنسية والأقدام السوداء تحت شعار (الجزائر فرنسية) تكونت عصابات تقتيل وعمليات ترهيبية بالتفجير والاغتيالات ضد الشعب الجزائري ومرافق البلاد. انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962 نفس التاريخ الذي أعلن فيه احتلال الجزائر في 1830 أعلن عنه الجنرال ديغول في التلفزيون للشعب الفرنسي. جاء نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح جويلية المنصوص علية في اتفاقيات ايفيان 18مارس 1962 وإعلان ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 من سبتمبر ومغادرة مليون من الفرنسيين المعمرين بالجزائر منذ 1830.
هجومات الشمال القسنطيني:
عندما حل صيف عام 1955، كانت الثورة الجزائرية قد خطت بثبات المرحلة الأولى في مسيرتها ضد الإحتلال الفرنسي. فعلى الصعيد الداخلي عملت جبهة التحرير الوطني على توعية الجماهير وتنظيمها ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955.
وبعد مضي عشرة أشهر على اندلاعها، فقد بدا واضحا تزايد اتساع رقعة المشاركة الجماهيرية على الرغم من استشهاد العديد من مفجري الثورة كالشهيد ديدوش مراد، قائد المنطقة الثانية، أو اعتقال بعضهم من أمثال مصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وغيرهم.
أما على الصعيد الخارجي، فإن القضية الجزائرية سجلت حضورها رسميا ولأول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر باندونغ في أبريل 1955.وكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية ضد فرنسا العظمى.
وفي ظل هذه الأوضاع، خططت قيادة الثورة لشن هجومات واسعة في الشمال القسنطيني، دام التحضير لها حوالي ثلاثة أشهر في سرية تامة . وقد وجّه زيغود يوسف، القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية ، نداء إلى كلّ الجزائريين، أعضاء المجالس الفرنسية، يدعوهم فيه للانسحاب منها والإلتحاق بمسيرة الثورة.
و كانت هجومات 20 أوت في الشمال القسنطيني تهدف إلى :
_ إعطاء الثورة دفعا قويا من خلال نقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني.
_ إختراق الحصار الحربي المضروب على المنطقة الأولى - الأوراس - باستهداف أهم القواعد العسكرية بالمنطقة.
_ رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر.
- تحطيم ادعاءات السلطات الاستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطاع طرق.
_ تجسيد التضامن مع الشعب المغربي الشقيق حيث تزامنت الهجومات مع ذكرى نفي السلطان محمد الخامس (20 أوت ).
بدأت الهجومات في منتصف نهار 20 أوت 1955( الموافق لأول محرم 1375 هجرية) بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت و المراكز الحيوية الاستعمارية، و مراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى و الأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني .
نتائجه
وقد ردّت السلطات الفرنسية بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الإنتقام من المدنيين الجزائريين العزل . وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل PHILLIPEVILLE سكيكدة أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، وأعدمت العديد منهم .
وقد ذهب ضحية الحملة الإنتقامية للسلطات الإستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما يقارب الـ12000 جزائري
القمع الفرنسي على اثره:
وقد ردّت السلطات الفرنسية بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الإنتقام من المدنيين الجزائريين العزل . وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل PHILLIPEVILLE سكيكدة ) أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، وأعدمت العديد منهم .
وقد ذهب ضحية الحملة الإنتقامية للسلطات الإستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما يقارب الـ12000 جزائري
مرحلة الإبادة:
المرحلة الثالثة (58 - 60): كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرّت فيها الثورة الجزائرية، إذ قام المستعمر الفرنسي بعمليات عسكرية ضخمة ضد جيش التحرير الوطني. وفي هذه الفترة، بلغ القمع البوليس حده الأقصى في المدن والأرياف.. وفرضت على الأهالي معسكرات الاعتقال الجماعي في مختلف المناطق.
أما رد جيش التحرير، فقد كان خوض معارض عنيفة ضد الجيش الفرنسي واعتمد خطة توزيع القوات على جميع المناطق من أجل إضعاف قوات العدو المهاجمة، وتخفيف الضغط على بعض الجبهات، بالإضافة إلى فتح معارك مع العدو من أجل إنهاكه واستنزاف قواته وتحطيمه.
وفي 19 أيلول - سبتمبر عام 1958 تمّ إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة السيد فرحات عباس، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الحكومة هي الممثل الشرعي والناطقة باسم الشعب الجزائري والمسؤولة عن قيادة الثورة سياسياً وعسكرياً ومادياً، وأعلنت في أول بيان لها عن موافقتها على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفرنسية شرط الاعتراف المسبق بالشخصية الوطنية الجزائرية.
وفي تشرين الثاني - نوفمبر من عام 1958 شنّ جيش التحرير الوطني هجوماً على الخط المكهرب على الحدود التونسية، كما خاض مع الجيش الفرنسي معارك عنيفة وبطولية في مختلف أنحاء الجزائر.. وعلى الصعيد السياسي، طرحت قضية الجزائر في الأمم المتحدة وفي مؤتمر الشعوب الأفريقية ب"أكرا" ولاقت التضامن والدعم الكاملين والتأييد المطلق لها...
وفي كانون الأول - ديسمبر من 1958، ألقى الجنرال ديغول خطاباً في الجزائر العاصمة أشار فيها إلى الشخصية الجزائرية، وانتخب في 22 من هذا الشهر رئيساً للجمهورية الفرنسية.
وفي 16 أيلول - سبتمبر 1959، أعلن الجنرال ديغول اعتراف فرنسا بحق الجزائر في تقرير مصيرها. وكان جواب الحكومة الجزائرية المؤقتة قبولها لمبدأ تقرير المصير واستعدادها للتفاوض المباشر في الشروط السياسية والعسكرية لوقف القتال وتوفير الضمانات الضرورية لممارسة تقرير المصير.
بعض المشاريع:
مشروع سلم الشجعان:
شرح المصطلح
سلم الشجعان : مناورة سياسية و حرب نفسية أطلقها الجنرال ديغول يوم 23 – 10 - 1958 تقضي باستسلام الثوار الجزائريون وتسليم أسلحتهم مقابل ضمان حريتهم و سلامتهم وكان هدف إلى إفراغ الثورة من محتواها وإظهارها إلى العالم على أنها ثورة جياع و تمزيق صفها .
القوة الثالثة : طبقة برجوازية عميلة في المجتمع الجزائري دعمتها فرنسا كبديل عن الثورة و جهازها السياسي جبهة التحرير الوطني لتغليط الراى العام العالمي
مخطط شال وموريس : ) نسبة للجنرال شال و الجنرال موريس ) و هو عبارة عن إجراءات عسكرية شاملة تهدف للقضاء على الثورة من خلال تكثيف العمليات العسكرية وعزل وحدات الجيش ومنع تواصلها مع غلق الحدود تونسية والمغربية بخطين كهربائيين ملغمين لشل تحرك الثوار ووقف الدعم عنهم

بعدما فشلت سياسة دغول في إدماج الجزائر من خلال القانون القائم 31 جانفي 1958 ينص على أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، مبدأ رفضته جبهة التحرير قطعيا،أبدى دغول نوايا أخرى عبر تصريحاته و خطبه تهدف إلى التفاوض ليصل التصريح به واقتراحه على مجاهدي الداخل عبر ما سماه "سلم الشجعان"، ثم" لا أتفاوض مع رجال غير ثوار"، وهذا لكي يبتعد عن مسؤولي الجبهة في الخارج،وقصد إرغام الحكومة المؤقتة للتفاوض في موقف ضعيف(1) حيث طلب من رجال الثورة في الداخل بالاتصال بمركز العدو مع رفع العلم الأبيض أي"الاستسلام" و الرجوع إلى الديار و الأهل و لم تكن لهم متابعات قضائية وبالنسبة للخارج التقدم إلى السفارات الفرنسية(2).
لكن لقي دغول معارضة فعالة من داخل حكومته مما جعله يخضع للطرف اليميني ولضباط العسكريين الذي يساندون و يلعبون ورقة الحرب القصوى في الجزائر. فعرفت سنة 1959 مشروع شال الذي ضاعف مد الأسلاك المكهربة في الحدود الشرقية و الغربية لعزل الثورة عن الخارج و خنقها في الداخل عبر تكثيف العمليات العسكرية لإرهاق المجاهدين .دخلت هذه العمليات حيّز التطبيق في الولاية الخامسة في 6 فيفري 1959 الممتد إلى الولاية الثالثة في 22 جويلية 1959،فالسكان و المجاهدون أصيبوا ببلوغ من جراء هذه الخطة المدمرة ،لكن رغم إضعاف جيش التحرير عسكريا (حيث كان معزولا بدون ذخيرة) إلا أنه بقي عازما و حيويا في النشاط(3).
كما هيأت هذه العمليات العسكرية الوضع لدخول مصالح المخابرات(B.E.L)* التي يقودها العقيد موريس جاكان(Jacquin)لإرساء ميدانيا السياسة الجديدة لدغول الهادفة لافشال الثورة في الداخل، و كانت الولاية الرابعة أولى المستهدفين ،فقد كانت الفرصة

ــــــــــــــــــــ
(1) شهادة المجاهد أزواو عمر، نفسها السابق.
(2) الرائد ملاح عمار، محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر 1954 ، دار الهدى 2004. ص 207.
(3) ازواو عمر، نفس الشهادة السابقة.
B.E.L :bureau d'etudes et liaison
للنقيب هوكس(Hoeux)من مصالح (B.E.L)بتجنيد ثلاثة سجناء بعد تسريحهم من سجن الشلف لاعطائهم مهمة التوغل في صفوف جيش التحرير و التقارب من المجاهدين مسؤولي الولاية الرابعة بهدف زرع الشكوك و خلق مناخ تسوده التهم و المناورات و ذلك من أجل بعث حركة تسير إلى وقف إطلاق النار و الهدنة.و من جهة جيش التحرير هؤلاء الثلاث وضعوا في تحقيق صارم وعملية استنطاق و وتيرة، منها توصل جيش التحرير لفك سر اثنين منهم و تنفيذ عقابهم (الإعدام)، أما الآخر فقد نجى من الموت بعد تدخل أحد المسؤولين من أقربائه، و هذا الأخير كان من المتسببين في موت و استشهاد العقيد أمحمد بوقرة في 5 ماي 1959 في أولاد بوعشرة بالمدية، عين سي صالح زعموم (اسمه الحقيقي زعموم محمد اورابح) على رأس الولاية الرابعة خلفا لسي امحمد و كان الوضع متأزم حيث اشتد الخناق على ولايات الداخل من جراء تكثيف العمليات و المناورات التي راح ضحيتها الكثير من القادة و المسؤولين في الولايات(1) فالولاية الرابعة فقدت أحد زعمائها في شخصية سي امحمد بوقرة و توقيف الرئد عز الدينى الذي فر من بعد ،والكثير من الضباط الذين عذبوا من طرف مصالح المخابرات((B.E.L)) للنقيب هوكس و منه عرفت السلطات الاستعمارية هيكل و رجال الولاية الرابعة في صفوف جيش التحرير ،مو من جراء ذلك فقد تعرض الكثير من الضباط و المسؤولين خاصة في الولايتين الثالثة و الرابعة الى التصفيات نتيجة المناورات هذه الوضعية الوهمية نحت الفرصة لمصالح المخابرات في القدرة على مراوغة بعض الرجال والتحكم فيهم في الولاية.
و يهدف التفاوض مع مسؤولي الداخل اختير الرائد سي لخضر الذي كان عضوا في مجلس الولاية الرابعة للمشي في درب الهدنة و وقف إطلاق النار(وذلك بعد رفض فرنسا التفاوض مع بهن لبلة و زملائه السجناء الذين فوضوا من طرف الحكومة المؤقتة،فالرائد سي لخضر اتصل بالنقيب حليم و أقنعه.
و كذا عبد اللطيف، و سي صالح رفض الفكرة بعدما اتخذ القرار دون علمه لكن عاد في رأيه بعد الضغط الذي فرض عليه من طرف مجلسه ليقرر القبول(1).
ــــــــــــــــ
(1)Mohamed yousfi ,Les otages de la liberté ,Alger1993.pp39-41 .
(2) Mohmed,yousfi p.cit,,pp39-41 .
في 17 و 18 مارس ،لخضر ،حليم ،وعبد اللطيف اتفقوا على الاتصال بقاضي المدية الذي بدوره قبل تنظيم لقاء سري بين رجال الولاية الرابعة و السلطات الفرنسية للنظر في مسألة التفاوض ،وبعد علم دغول عن الاتصالات التي لحقته من وكيل الجمهورية شمالك(SEHEMELCK) الذي توجه إلى باريس لملاقاة مسؤوله الأول وزير العدل أدمون مشلي هذا الأخير يعرض القضية على الرئيس دغول الذي رحب بالفكرة وأخير في الحين المندوب العام للحكومة في الجزائر دولفربي (Delouvrier).
في 23 مارس يستدعي المندوب العام في مقره الجنرال روي(ROY) و الوالي كارسيال بحضور الجنرال شال ليلقي عليهم الأمر، بأن مسؤولي الجبهة للولاية الرابعة اتصلوا بالإدارة الفرنسية للنظر في التفاوض مع دغول في الاليزي ،وعند عودة الجنرال )(ROY) إلى المدية اتصل بالقاضي للإسراع بتحضير هذا اللقاء.
في 28 مارس 1960 التقى لخضر ،حليم و عبد اللطيف مع تريكو(TRICOT)) مستشار تقني برئاسة الجمهورية ،والعقيد ماتون(Mathon) في مقر الولاية بالمدية .وأدلى كلا الطرفين بوجهاتهم للترتيبات و الشروط التي تسير بها المفاوضات.و كان دغول يتابع هذه العملية عن كثب حتى أنه نعتها باسم "تيلسيتTILSIT* و ستكون هذه العملية بالنسبة للسلطة المركزية لباريس حدث هام و من المنتظر أن تعرف انضمام يبعض الولايات الأخرى، و بعض تقارير القيادة بتونس تشير أن مئات منن رجال مسلحين غيرنا و يبين الدخول إلى الداخل للكفاح و مجابهة العدو.من جهتها فالحكومة المؤقتة كانت تدرس قضية مبدأ تقرير المصير الذي صرح به دغول اتجاه الجزائر و تحضر نفسها بسرية لإرسال وفد إلى مولان.(1)
حدث هذا اللقاء في 25 –29 جوان 1960 بين مبعوثي الحكومة المؤقتة ،بن يحي وبومنجل من جهة،وموريس مع الجنرال دوكاستين من الكرف الفرنسي.
ـــــــــــــــــ
تيلسيت(Tilsit) :حاليا سوفيتسك(Sovietsk) :أين وقع نابليون الأول معاهدتين في جوليلية 1807 مع روسيا .......
(1)Mohmed,yousfi:IBID,pp43-49 .


بالنسبة لعملية "تيلست" نظم لقاء آخر في 2 جوان 1960 بالمدية ضم تريكو و ماتون مع الجزائريين الثلاث لاستعجال تنظيم سفرهم إلى باريس.يعود تريكروماتون في 9 جوان إلى الجزائر ليوفدوا معهم إلى باريس الناطقين باسم الولاية الرابعة دون معرفة هوية المفاوضين.و قد حدثت المفاجأة بمطار بوفاريك عندما قدم الرائد سي لخضر إلى تريكو وماتون قائد الولاية سي صالح و سي محمد الذين قررا الذهاب بأنفسهما إلى باريس، فالرجلين كانت تعتبرهم السلطات الفرنسية من ركائز الكفاح في الداخل،وأمام أهمية الخصم للتفاوض أخبر دغول في الحسن، ليقرر استقبالهم بنفسه(1) أقلعت بهم الطائرة نحو باريس ،هناك هيأت لهم كل الوسائل من النقل و الإقامة. في 10 جوان 1960 مساء تتجه بهم السيارات صوب الاليزي . و كان في استقبالهم العقيد(LAURENT). قائد حرس القصر ،وقد كلف بمرافقة الجماعة حتى قاعة مجلس الوزراء على الساعة التاسعة ليلا ينفتح الباب
ثلاثة كراسي مهيأة للزائرين.
وراءهم يقف تريكو و ماتون دغول كان ينتظرهم في مكتبه و يدخل الجميع ليقون عليه التحية العسكرية اللقاء كان قصيرا حيث رحب دغول بضيوفه و شكرهم على رغبتهم لتوقيف القتال و سمح لاقتراحات القادة،لكن يرد دغول عليهم بأن الولاية الرابعة لوحدها لا تمثل الجزائر كلها، فهي بمثابة جزء منها فقط، حيث أعرب أن يكون وقف إطلاق النار عبر كل القطر الجزائري،ومن جراء هذا الكلام أحس القادة الجزائريين باستضعافهم واستصغارهم من طرف الإدارة الفرنسية التي أحسنت المناورة و الخداع ،و بذلك طلب سي الصالح إمكانية زيارة بت بلة ليلقي عليه الأمر لكن بجد رفضا قاطعا من دغول(2).
بعد خروج القادة من الاليزي اتجاه مقر اقامتهم بـ RAMBOUILLETتلاشت مساعيهم حيث لم يوقعوا على أي شيئ في 11 جوان 1960 م يصل الوفد إلى العاصمة بخيبة كبيرة ،ثم يتجهون إلى المدية ينظم اجتماع أخير في المدية في 18 جوان 1960

ـــــــــــــــــ
(1)Mohmed,yousfi p.cit,pp43-49 .
(2)Ibid:pp.49a52 .

،حضره تريكو وماتون مع سي الصالح و سي لخضر و كذا العقيد جاكان الذي جاء ليحتفل بتفوقه على الجبهة،وكان هدف هذا الاجتماع للفرنسيين الذين كانوا يحلمون بسلم الشجعان هو تعميم هذه السياسة للوصول إلى جلب الولاية الثالثة وإدخالها في سياق المفاوضات ثم الولايات الأخرى)(1).
فبعد فضل المفاوضات الأولية في مولان و لقاء الاليزي (سلكم الشجعان)قام فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة بالرد على الحكومة الفرنسية " الاستقلال يأخذ و لا يعطى" فاستعادت الولاية الرابعة قوتها لاستئناف الثورة و تأسيس لجنة عسكرية للتنفيذ والتنسيق(CMEC) في 14 جويلية 1960 الذي يتشكل من مسؤولي المناطق على رأسه سي محمد بونعامة سي الصالح و رفيقه حليم اتجها إلى القبائل لملاقاة العقيد محند اولحاج قائد الولاية الثالثة، هذا الأخير أخبر الحكومة المؤقتة بزيارة سي الصالح له، فيما بعد ،و يكشف محمد حربي مضمون الرسالة الموجهة إلى مسؤولة كريم و يثبت أن سي الصالح و رفيقه زارا مسؤولا الولاية الثالثة، في هذه الأخيرة محند السعيد ابن العقيد محند أولحاج مجاهد في جيش التحرير يعتقل بعد اشتباك مع العدو و يستغل النقيب ليجي ،قائد فيلق الردع الحادي عشر ومسؤول الناحية ،هذه الفرصة ليكفه بتسليم رسالة إلى أبيه فيها ما يلي:" سي الصالح في خطر. رفاقه في الولاية الرابعة يؤيدون قتله" قائد الولاية الثالثة استقبل مسؤولي الولاية الرابعة ،سي الصالح و رفيقه حليم، و يكشف ما يدبر في شأنهم .رغم ذلك سي الصالح ورفيقه يقرران العودة إلى الولاية الرابعة لمجابهة التهم .يحكم مجلس الولاية الرابعة بالإعدام على حليم ،أما سي الصالح ليس هناك في اللجنة من يعادله في الرتبة ليحكم عليه، فكان حر و لم ينزع عليه السلاح و كذا رتبته حتى اليوم الذي استعدت سرية حرس لمرافقته إلى تونس حاملا رسالة لتسليمها بنفسه إلى مسؤولي الحكومة المؤقتة ،بينما كان سي الصالح متجها الى تونس عابرا منطقة أيت و عبان (البويرة) بين تبروردة و تيزي نكويلال سقطت عليهم وحدات الفرقة الألبية 27 التي كانت تحرس المنطقة و على رأسها الجنرال (Simon) بعد انفجار أغالم مضادة للأفراد منصبة من طرف سوايا الفرقة أصيب
ـــــــــــــــ
(1)لخضر برقعة.شاهد على اغتيال الثورة، دار الحكمة، ط2، ص67.

سي الصالح بجروح بليغة بعد أن سقط أفراد حراسته في مسدان الشرف ليجهز العدو على العقيد بطلقات من رشاش قاتلة في ليلة 20 إلى 21 جويلية 1961 و ينظم بذلك سي الصالح زعموم إلى قافلة الشهداء الأبرار(1).
فشل مخطط دغول و من ورائه جينيرالاته لوقوف الثعلب الشيخ "أمغار" في وجههم هذا القائد الفذ لقوات جيش التحرير ،هذا الرجل الثائر من اجل استقلال كل الجزائر.
العقيد محند اولحاج ينجو للمرة الثانية من محاولة اغتيال ،بعد أن فشل مخطط سلم الشجعان، واستشهاد العقيد سي الصالح،يضحي محندا واولحاج أمام المخابرات الاستعمارية شخصية غير مرغوب فيها، تصل معلومات إلى قيادة الثالثة تدلي أن مخابرات العدو و يدبر مقلب للعقيد في إرسال أحد الخونة بزي مجاهد في مهمة التقرب و ضرب العقيد ،لولا أن شاءت الأقدار و تفطن فصيلة الولاية بوجود الغريب بمقربة من مركز القيادة ليوقف و يعرض على قائد الفصيلة و يكتشف أمره ،يعترف هذا أن مخابرات العدو كلفته بالمهمة(2).
إنقلاب 13 ماي 1958
ما من شك أن تزايد الهيمنة العسكرية في الجزائر على الإدارة شجع الأقدام السوداء في الوقوف إلى جانب العسكريين والتمسك بالجزائر فرنسية وقطع أي اتصال مع جبهة التحرير الوطني ورفض كل الحلول السياسية التي من شأنها تعرض مصالحهم إلى الخطر وحتى لاكوست نفسه لم يخف تخوفه من "ديان بيان فو دبلوماسية جديدة".هذه الأوضاع دفعت بالأقدام السوداء المطالبة بتغيير الوضع في باريس نفسها وطالبوا حكومة بفليملين PFLIMLIN الجديدة تكوين وزارة للأمن العام خاصة بعد إعدام جيش التحرير لثلاثة جنود فرنسيين وهذا ما أثار حفيظة الأقدام السوداء والجنرالات، حيث أجبر روبير لاكوست على مغادرة مقر وزارته بالجزائر في 10 ماي 1958 خاصة و أنه كان على علم بأن اسمه لم يذكر في تشكيلة الحكومة الجديدة.إن تسارع الأحداث دفع بالضباط العسكريين إلى الإسراع في الاستيلاء على السلطة من خلال تشكيل لجنة الأمن العام وذلك في ليلة 13و14 ماي وقد تزعم هذه الحركة كل من ماسو وصالان وأيدهم في ذلك سوستال الذي وصل الجزائر في 18 ماي
أما في باريس فقد انتشر خبر الانقلاب العسكري، الذي لم يستحسنه أحد إلى غاية تعيين الجنرال ديغول رئيسا للحكومة الفرنسية في 1 جوان 1958، ثم زيارته للجزائر في 4 جوان 1958 مباشرة حيث قال قولته الشهيرة "لقد فهمتكم " ¹ je vous ai compris " ثم وجه كلامه للأهالي قائلا:"إن فرنسا من الآن فصاعدا تعتبر سكان الجزائر نمطا واحدا، فليس هناك إلا فرنسيون لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات .... وهذا يعني أن وسائل العيش ستمنح للذين لم يحصلوا عليها سابقا... " .¸


مشروع قسنطينة:
يعتبر هذا المشروع في نظر الفرنسيين مشروعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مفيدا ،بينما نظر إليه الجزائريون كمشروع استعماري هدفه إفشال الثورة وإبعاد الشعب الجزائري عنها وفصله بالأساس عن جيش التحرير الوطني وإقناعه بضرورة الاندماج في فرنسا .
وكان الجنرال ديغول هو الذي أعلن عن المشروع في 4 أكتوبر 1958 في خطابه بمدينة قسنطينة . كما سبقه مشروع آخر سنة 1955 عرف باسم مشروع سوستال الإصلاحي
مشروع سوستال:
تناول مشروع سوستال الاصلاحي عدة جوانب إصلاحية إدارية واقتصادية واجتماعية وثقافية الهدف منه الوصول إلى دمج الجزائريين بفرنسا. اعتمد سوستال الحاكم العام في الجزائر، على عدة شخصيات في تطبيق مشروعه مثل جرمان تيون، الباحثة الاجتماعية الفرنسية . ولكن الشعب الجزائري رد عليه بهجومات 20 أوت 1955 . كما أن الكولون أنفسهم رفضوا دمج الجزائريين. فانهزم سوستال ورجع خائبا
محتوى مشروع قسنطينة ونتائجه
استخدم ديغول في هذا المشروع وسائل (التهدئة) للقضاء على الثورة الجزائرية وخلق فئة من المتغربين الجزائريين يحكم من خلالها الجزائر بعد أن يتمكن من تدجين الشعب الجزائري . ووضع مشروع قسنطينة لتحقيق المسائل التالية في ظرف 5 سنوات :
- بناء 200 ألف مسكن لإيواء مليون شخص.
- توزيع 250 ألف هكتار من الأراضي على الجزائريين.
- توظيف الجزائريين ضمن إطارات الدولة الفرنسية بنسبة 10% في الإدارة والجيش والتعليم.
- تمدرس مليون ونصف طفل في المدارس من بين الأطفال الذين بلغوا سن التعليم.
- تسوية المرتبات والأجور في الجزائر مع مرتبات وأجور فرنسا.
- إيجاد 400 ألف وظيفة جديدة بواسطة إيجاد معامل عديدة تهدف إلى تصنيع الجزائر
وأعلن أن هذا المشروع سيمول بألفي مليار خلال السنوات الخمس المقبلة أي 400 مليار فرنك في العام تدفع الميزانية الفرنسية نصفها على أن تدفع رؤوس الأموال الخاصة النصف الآخر.
ونظرا لعدم الالتزام بالتمويل وبحكم أن المشروع في حد ذاته كان يهدف إلى فصل الشعب عن الثوار فإنه لم يحقق أهدافه. ذلك أنه لم يكن برنامجا اقتصاديا بقدر ما هو مشروع استعماري دعائي وللدلالة على ذلك يمكن التأكد بالرجوع إلى أقوال أحد المسؤولين الفرنسيين يدعى ديلوقريي : "حتى لو فرضنا أن الحرب ستنتهي قريبا فإن تقرير مصير الجزائريين لا يمكن أن يقع على إثر ذلك مباشرة إذ يجب أن نترك الوقت اللازم لعودة الحياة السياسية إلى البلاد ومن هذه الناحية نجد أن مشروع قسنطينة يسهل وعي الجزائريين ويمكن من تدعيم مصير فرنسا في الجزائر".
وهكذا فإن مشروع قسنطينة كان قد ضم جوانب إصلاحية نذكر منها المشروع الثقافي والمشروع الإداري والمشروع الصحي والمواصلات واستغلال الصحراء ، وتكوين نخبة متغربة عرفت باسم القوة الثالثة تحكم الجزائر باسم فرنسا.


مرحلة المفاوضات والإستقلال:
المرحلة الرابعة (1960 - 1962): المرحلة الحاسمة، خلال هذه الفترة الهامة والحاسمة من حرب التحرير.. حاول الفرنسيون حسم القضية الجزائرية عسكرياً.. ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.. لأن جذور الثورة كانت قد تعمقت وأصبحت موجودة في كل مكان. وأضحى من الصعب، بل من المستحيل القضاء عليها، ورغم هذا الواقع.. فقد جرّد الفرنسيون عدة حملات عسكرية ضخمة على مختلف المناطق الجزائرية، ولكنها جميعاً باءت بالفشل وتكبّد الجيش الفرنسي خلالها خسائر فادحة، وقد تمّ في شهر كانون الثاني - يناير 1960 تشكيل أول هيئة أركان للجيش الجزائري الذي كان متمركزاً على الحدود الجزائرية - التونسية والجزائرية - المغربية وتمّ تعيين العقيد هواري بومدين أول رئيس للأركان لهذا الجيش.
وفي هذه الفترة بالذات، تصاعد النضال الجماهيري تحت قيادة الجبهة، وقد تجسّد ذلك في مظاهرات 11 كانون الأول - ديسمبر 1960، وتمّ خلال هذه الفترة عقد المؤتمر الثاني لجبهة التحرير الوطني في مدينة طرابلس بليبيا عام 1961.
أما على الصعيد السياسي، فقد عقدت الدورة 16 للأمم المتحدة (أيلول - سبتمبر 1961 وشباط - فبراير 1962)، وأمام أهمية الاتصالات المباشرة بين جبهة التحرير والحكومة الفرنسية، فإن الأمم المتحدة "دعت الطرفين لاستئناف المفاوضات بغية الشروع بتطبيق حق الشعب الجزائري في حرية تقرير المصير والاستقلال، وفي إطار احترام وحدة التراب الجزائري".
وهكذا انتصرت وجهة نظر جبهة التحرير الوطني.. وأُجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت فرنسا نفسها أن الوسائل العسكرية لم تنفع، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به حملاتها الضخمة وعدم فعالية القمع البوليسي في المدن، ورفض الشعب الجزائري المشاركة في الانتخابات المزوّرة واستحالة إيجاد "قوة ثالثة" تكون تابعة للمستعمر بأي حال.
وقام الفرنسيون بمناورات عدة وتهديدات كثيرة لتحاشي التفاوض، وعملوا كل ما بوسعهم لتصفية جيش التحرير الوطني كقوة عسكرية وكقوة سياسية.. فتهربت فرنسا من كل محاولات التفاوض النزيه عاملة على إفراغ حق تقرير المصير من محتواه الحقيقي، متوهمة بذلك أنها ستنتصر عسكرياً على الثورة.
وكان يقابل سياسة المفاوضات هذه.. حرب متصاعدة في الجزائر بهدف تحقيق النصر؛ فقد كان الفرنسيون يعتقدون أن رغبة جبهة التحرير في السلم وقبولها للاستفتاء يعتبر دليلاً على الانهيار العسكري لجيش التحرير الوطني.. إلا أن الجبهة عادت وأكدت من جديد أن الاستقلال ينتزع من سالبه ولا يوهب منه، فاتخذت جميع التدابير لتعزيز الكفاح المسلح..
وعادت فرنسا بعد ذلك لتقدم لمندوبي جبهة التحرير صورة كاريكاتورية للاستقلال: جزائر مقطوعة عن أربعة أخماسها (الصحراء) وقانون امتيازي للفرنسيين... فرفضت الجبهة المقترحات جملة وتفصيلاً.. ولما عجزت فرنسا عن حلّ القضية بانتصار عسكري.. أجرت اتصالات ومفاوضات جديدة لبحث القضايا الجوهرية، وقد دخلت هذه المرة مرحلة أكثر إيجابية، وتحددت الخطوط العريضة للاتفاق، أثناء مقابلة تمت بين الوفد الجزائري والوفد الفرنسي في قرية فرنسية بالقرب من الحدود السويسرية.
وبعد ذلك.. عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان من 7 إلى 18 آذار - مارس 1962 تدارست الوفود خلالها تفاصيل الاتفاق.. وكان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 آذار - مارس بين الطرفين وتحدد يوم الأول من تموز لإجراء استفتاء شعبي.. فصوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال.. وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون ونصف مليون شهيد.
وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 تموز - يوليو 1962 في يوم دخولها 5 تموز - يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة وتمّ في هذا اليوم تعيين السيد أحمد بن بيللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها.
يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها والتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار، يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد والعدة. وأخيراً التأييد العربي (قواعد الثوار في تونس والمغرب والدعم الشعبي والمادي الواسع من مصر عبد الناصر وسورية والعراق)، والعالمي (دول العالم الثالث والدول الاشتراكية).
مؤتمر طرابلس
عقد مؤتمر طرابلس في أواخر ماي و أوائل جوان 1962 و تم خلاله تحديد الخيارات الكبرى للدولة الجزائرية المستقلة والمتمثلة في :
أولا - الخيارات السياسية : تشيد دولة عصرية ديمقراطية في إطار نظام الحزب الواحد - رفض النزعة الذاتية والارتجال و التفرد بالسلطة محاربة الاستعمار ودعم حركات التحرر - دعم السلم والتعاون الدولي العادل والمتوازن -
تجسيد الوحدة المغاربة والعربية والإفريقية - تأكيد مبدأ الحزب الواحد والتوجه الاشتراكي وتحقيق الديمقراطية
ثانيا - الخيارات الاقتصادية : انتهاج الأسلوب الاشتراكي للتنمية - محاربة الاحتكارات الإقطاعية - بناء اقتصاد وطني متكامل وتحقيق الاستقلال الاقتصادي - تطبيق سياسة التخطيط - مراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج
ثالثا - الخيارات الاجتماعية والثقافية : رفع مستوى المعيشي و القضاء على البطالة و تحسين الخدمات الصحية و التعليمية و توفير السكن - تطوير الريف - ترقية اللغة العربية و إحياء التراث الوطني كعنصر أساسي للهوية - تجاوز التغريب الثقافي- دعم الثقافة الوطنية على أسس علمية وثورية
- التطور السياسي وبناء الدولة الجزائرية :
1 - الداخلية :
1 ** التطورات السياسية: 1962الى1965: انتخاب بن بلة - دستور 1963 ميثاق 1964 - الحزب الواحد - تأصيل أبعاد الجزائر
19/06/1965 إلى 1989 : تكون مجلس الثورة بزعامة هواري بومدين وإبعاد بن بله - تكريس سياسة الحزب الواحد - إرساء ازدواجية السلطة - الحزب والجيش- إنشاء مؤسسات الدولة م البلدية 1967 المجالس الولائيه 1969.
-انتخاب هواري بومدين 10/12/1976 رئسا للجمهورية - صياغة مواثيق الدولة ( ميثاق 27/6 1976- دستور 19/11/1976 )
-انتخابات المجلس الشعبي الوطني 1977 - وفاة هواري بومدين 27/12/1978
-حل مجلس الثورة جانفي 1979 - انتخاب الشاذلي بن جديد رئسا للجمهورية 7/2/1979
-من الأحادية إلى التعددية: بسب مؤثرات ضاغطة اقتصادية و اجتماعية داخلية و خارجية وقعت اضطرابات 5/10/1988 – التي دفعت إلى التحول فصدر دستور 23/2/1989 و نص على التعددية السياسية والإعلامية والنقابية - إنشاء المجلس الدستوري 9/3/1989
2 ** التطورات الاقتصادية: 1962 إلى 1989 : إتباع النهج الاشتراكي تطبيق سياسة المخططات التنموية - التأميمات - التسيير الذاتي في الميدان الزراعي 1963 ثم الثورة الزراعية 1972 ثم التراجع عنها و صدور قانون خوصصة الأراضي 1990
-إقامة صناعة وطنية و تأميم الثروات و الاهتمام بالصناعة الثقيلة ثم سياسة إعادة هيكلة الشركات و الخوصصة 1987
-احتكار الدولة للتجارة الخارجية وإنشاء الدواوين الوطنية - والاهتمام بقطاع المواصلات و تنويع الأسواق الخارجية
1989 : إتباع اقتصاد السوق بخصخصة المؤسسات الاقتصادية - العمل لجلب الاستثمار الأجنبي – إتباع سياسة الشراكة في التصنيع - تحرير التجارة الخارجية
-الاجتماعية و الثقافية : العمل على رفع مستوى المعيشة والقضاء على البطالة - الاهتمام بالجانب الصحي وتحقيق الطب المجاني - الاهتمام بالتعليم والتكوين لتوفير الإطارات اللازمة لميدان التسيير والإنتاج - محاربة الأمية وتطبيق التعليم الإجباري والمجاني - الاهتمام بذوي الحقوق من المجاهدين والمعطوبين واليتامى والأرامل.
2 - الخارجية :
•الانضمام للأمم المتحدة 8/10/1962
•السعي لأن تكون طرف فاعل في حركة عدم الانحياز
•الدخول في مفاوضات مع فرنسا للتخلص من قيود اتفاقيات أيفيان
•دعم حركات التحرر ومناهضة الاستعمار ومساندة القضية الفلسطينية والمشاركة في الحروب العربية الإسرائيلية
•تزعم جبهة الصمود والتصدي - الدور الفعال في المنظمات الإقليمية والعالمية
دعم القضايا العادلة في العالم (( المساهمة في فض الكثير من الخلافات الدولية – إدراج القضية الفلسطينية في جدول أعمال الأمم المتحدة – المطالبة بنظام اقتصادي دولي جديد وعادل – دعم قضية الشعب الصحراوي))
مراحل المفاوضات :
• مرحلة الاتصالات السرية ( 1956-1960) : لقاء الجزائر ( ابريل 1956 )/لقاء القاهرة / لقاء بلغراد ( جويلية1956 –لقاء روما سبتمبر 1956
• مرحلة المفاوضات الفعلية :-
1- مرحلة جس النبض :- محادثات مولان جوان 1960 فشلت نتيجة تمسك فرنسا بالشروط
- محادثات لوسارن ةبسويسرا 20021961 أيضا فشلت لتباين موقف الطرفين :-
-آ - الموقف الفرنسي :- الحكم الذاتي – تقسيم الجزائر عرقيا و دينيا – فصل الصحراء –الطاولة المستديرة –الهدنة قبل التفاوض
-ب- الموقف الجزائري :- السيادة الكاملة – وحدة التراب- وحدة الشعب- جبهة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الجزائري – وقف إطلاق النار
*محدثات إيفيان الأولى :- 20ماي 13 جوان1961 فشلت لتمسك فرنا بفكرة فصل الصحراء – وامتيازات المعمرين
- لقاء بال بسويسرا :-أكتوبر/نوفمبر1961 عبارة عن تحضير للمفاوضات و نوقشت فيه عدة قضايا منها مشكلة البقاء أو التواجد العسكري الفرنسي في المرسى الكبير
* مفاوضات إيفيــان الثانية من07إلى18مارس 1962 أدخلت فيها جملة من التعديلات على نص الاتفاق المحرر في اللقاءات السابقة و في الأخير تمّ التوقيع على الاتفاقية في 18مارس1962
( محتوى الإتفاقيات في وثيقة خارجية )

مرحلة التنظيم والشمولية المرحلة الثانية (56 - 58): شهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد للثورة من أجل القضاء عليها.. إلا أن الثورة ازدادت اشتعالاً وعنفاً بسبب تجاوب الشعب معها، وأقام جيش التحرير مراكز جديدة ونشطت حركة الفدائيين في المدن.
كما تمكّن جيش التحرير من إقامة بعض السلطات المدنية في بعض مناطق الجنوب الجزائري وأخذت تمارس صلاحياتها على جميع الأصعدة.
- التحضيرات الأولية لعقد مؤتمر الصومام:
يندرج مؤتمر الصومام في إطار القرارات الأولى التي سطرتها المجموعة التي
أشعلت فتيل الثورة1954م، وكان المنتظر أن ينعقد أول مؤتمر لجبهة التحرير
الوطني في سنة 1955م، من أجل تقييم المسار و تقدير الصعوبات وحصر
الإمكانيات، وإعادة ترتيب الأوضاع لكن هذا القرار لم يطبق في الوقت المحدد
له وذلك يعود إلى استشهاد بعض القادة مثل: ديدوش مراد، و اعتقال البعض
الآخر كرابح بيطاط ومصطفى بن بولعيد، إلى جانب الصعوبات التي لم تكن
متوقعة كشراء الأسلحة وإدخالها إلى الجزائر، كل هذا أجل عقد المؤتمر( ).
وبعد هجومات 20 أوت1955م وما حققته من نتائج إيجابية دفع المسؤولين
لمحاولة التعرف على حقيقة الوضع بعد ذلك خاصة في المنطقة الثانية، و
استمرت اتصالات مع المناطق الأخرى، وفي نوفمبر1955م شهدت المنطقة زيارة
عمارة رشيد كمبعوث من المنطقة الرابعة (الجزائر) وذلك للاطلاع عن قرب على
تنظيم المنطقة، ورفع معنويات الجنود والمناضلين، كما حضر عدة لقاءات بين
المسؤولين على المستوى المحلي، ونوقشت خلالها عدة لقاءات بين المسؤولين في
المنطقة الثانية تنسيق العمل الثوري على مستوى القطر، وتوضيح الرؤى
المستقبلية، وأبدت المنطقة استعدادها لعقد المؤتمر فوق ترابها( )، بعد ذلك
عاد عمارة إلى العاصمة حاملا معه رسالة من قيادة المنطقة الثانية سلمها
إلى عبان رمضان الذي نقلها إلى أوعمران، وقد أعجب هذا الأخير بالفكرة
وبعدها تم إرسال سعد دحلب إلى المنطقة الثانية الذي وصل إلى قسنطينة وهناك
التقى بزيغود يوسف رفقة عبد الله بن طوبال، علي كافي وباقي الأعضاء
الآخرين، ودامت إقامة دحلب في المنطقة حوالي ثلاثة أسابيع، اطلع خلالها
على التنظيم و الانضباط الذي تتميز به


المنطقة، وبعد عودته إلى العاصمة وصلت رسالة الموافقة على الاقتراح المقدم حول عقد المؤتمر في المنطقة الثانية( ).
وتمثلت التحضيرات في إعداد مشروع وثيقة تعرض على المشاركين للمناقشة
والإثراء ثم المصادقة عليها لتكون ميثاق عمل الثورة و المجاهدين في
المرحلة الجديدة وقد تكونت لجنة، لهذا الغرض من بين أعضائها البارزين،
المحامي عبد الرزاق شنتوف وعمار أوزقان، محمد لبجاوي ذلك( ) في محاولة
للاستجابة للمسائل السياسية الإيديولوجية المطروحة بالفعل على الجبهة،
أفضت أعمالها إلى صياغة مشروع "برنامج الصومام"( ).
يعد مؤتمر الصومام الحدث الأكبر أهمية في تاريخ جبهة التحرير الوطني الذي
جمع قادة الداخل في 20 أوت1956، ففي هذا المؤتمر استطاع جيش التحرير
الوطني أن يخرج مستفيدا من دروس عشرين شهرا مضت من الحرب و استطاع المؤتمر
أن يحدد الأهداف السياسية للثورة، والمبادئ الأساسية التي سارت عليها حرب
التحرير، إلى أن استطاعت تحقيق الغاية التي قامت لأجلها و المتمثلة في
الاستقلال الوطني.
وقبل الحديث عن مؤتمر الصومام لابد من الكلام عن الظروف و العوامل التي
أدت إلى عقده، حيث أن الثورة الجزائرية استطاعت أن تحقق عدة انتصارات من
يوم اندلاعها في أول نوفمبر1954، إلى تاريخ انعقاد المؤتمر، وقد مرت
بمراحل صعبة خلال هذه الفترة، لاسيما في بدايتها( ).




2- ظروف انعقاده:
أ-داخليا:
لقد كانت لأحداث 20أوت1955، أثرا ك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nonuset.rigala.net
 
الثورة الجزائرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نورالدين وعمق التاريخ :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: